أردوغان: محادثات ودية مع ترامب وتفاؤل بعلاقات أمريكية-تركية أكثر قوة
وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان محادثته الهاتفية الأخيرة مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب بأنها كانت "ودية للغاية"، معربًا عن تفاؤله بأن تشهد العلاقات الثنائية بين البلدين "زخمًا مختلفًا" خلال الولاية الرئاسية الثانية لترامب. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده أردوغان في أنقرة بعد اجتماع مجلس الوزراء، حيث ناقش تطورات العلاقات التركية مع كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى السياسات الاقتصادية الداخلية.
**محور التعاون الاقتصادي والأمني**
أكد أردوغان أن المحادثة الهاتفية مع ترامب شملت عددًا من القضايا الحيوية، أبرزها سبل رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 100 مليار دولار عبر إزالة العقبات الحالية. وأضاف: "العلاقات التركية-الأمريكية لديها إمكانات كبيرة للتطور في المرحلة المقبلة، خاصة مع توافق الرؤى بين الجانبين". كما أشار إلى تقييم مُفصل مع ترامب للتطورات الإقليمية، لا سيما في سوريا، مؤكدًا أن أنقرة وواشنطن تعملان على حشد الجهود الدبلوماسية لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
**تحديات وإصرار على التعاون**
لم يُغفل الرئيس التركي الإشارة إلى التحديات التي تواجه العلاقات الثنائية، مُحذرًا من ما وصفه بـ"محاولات تسميم التعاون من قبل بعض اللوبيات"، لكنه أعرب عن ثقته بقدرة البلدين على تجاوز الخلافات. وقال: "رغم كل الصعوبات، سنواصل العمل معًا لتحقيق مصالح مشتركة تعود بالنفع على المنطقة بأكملها".
**العلاقات مع أوروبا: شراكة ضرورية**
انتقل أردوغان إلى ملف العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، مؤكدًا أن الدول الأوروبية بدأت تدرك حاجتها إلى تركيا ليس فقط في المجال الأمني، بل أيضًا في القطاعات الاقتصادية والتجارية والاجتماعية. وأوضح: "النقاشات الأخيرة أثبتت أن الأمن الأوروبي غير ممكن دون تعاون مع تركيا"، معتبرًا هذا التحول في الموقف الأوروبي "خطوة واعدة" نحو تعزيز الشراكة المستقبلية. وشدد على استعداد أنقرة لتعزيز العلاقات مع بروكسل في إطار "المصالح المتبادلة والاحترام"، مشيرًا إلى ضرورة وجود إرادة سياسية مماثلة من الجانب الأوروبي.
**الاقتصاد التركي: التزام بالاستقرار**
على الصعيد الداخلي، أكد أردوغان عزم حكومته المضي قدمًا في تنفيذ البرنامج الاقتصادي الذي أطلقته قبل عامين، مع أولوية الحفاظ على الاستقرار المالي. وقال: "سنواصل اتخاذ إجراءات استباقية ومرنة لضمان سير الأسواق بسلاسة، ولن نسمح بأي تراجع عن المكاسب التي تحققت". وأضاف أن المؤسسات التركية تمتلك الأدوات والإرادة الكافية لمواجهة التحديات الاقتصادية العالمية المتسارعة.
يُذكر أن المحادثة الهاتفية بين أردوغان وترامب في 16 مارس/آذار الجاري ناقشت قضايا ثنائية وإقليمية شائكة، في إطار مساعي البلدين لتعزيز التعاون رغم الخلافات المتقطعة التي طغت على علاقتهما في السنوات الأخيرة.